معوقات التعلیم المفتوح فی وطننا العربی

نوع المستند : Original Article

المؤلف

أستاذ القانون العام المساعدکلیة العلوم الإداریة والإنسانیةبکلیات القصیم الأهلیةالمملکة العربیة السعودیة

المستخلص

تنبع أهمیة التعلیم المفتوح من اهتمام الشریعة الإسلامیة الغراء بالتعلیم دون التقید بسن معین، وقد تجلى ذلک فی قوله صلى الله علیه وسلم " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " فالإنسان مطالب بالتعلم مدى الحیاة، لذا کان لزاما على الدولة أن توفر أشکال عدیدة من وسائل التعلیم تناسب العمر والمهنة وموقع السکن والعمل، فکان الخروج من التعلیم إلى التعلم عن طریق ما یسمى بالتعلیم المفتوح الذی لا یتطلب من الطالب مشارکة أستاذه من حیث الزمان والمکان، فلا یطالب بالتواجد طیلة فترة الدراسة، بل یستطیع أن یدرس من مسکنه ولا یحول العمل ولا السن ولا الدرجات العلمیة بینه وبین حقه فی استکمال تعلیمه.
وکان هناک العدید من العوامل الاجتماعیة والثقافیة والسیاسیة وغیرها التی تدخلت وجعلت من التعلیم المفتوح والتعلیم عن بعد أمر لا مناص منه، کما أن القدرة الاستیعابیة للجامعات التقلیدیة لا تقوى على استیعاب هذا الکم الهائل من أعداد الطلاب بسبب الزحف العمرانی وتفاقم نسبة السکان فی دول العالم کافة ودولنا العربیة خاصة، لذا کان لزاما على الدولة أن تتحول من النمط التقلیدی الذی یتطلب التواجد الشخصی للطالب فی الجامعة إلى نظام أخر أکثر مرونة لا یتطلب التواجد لا مکانیا ولا زمانیا. 
وقد تقدمت الوسائل التکنولوجیة تقدما متسارعا، وتقدمت معها الوسائل التعلیمیة الإلکترونیة وقد أدی ذلک إلى الوصول للتفاعلیة الکاملة بین المعلم وتلمیذه إلى الدرجة التی یستطیع فیها المعلم توجیه تلمیذه دون أن یحول بینهما حاجز الزمان أو المکان، لذا تحول المعلم فی ظل التعلیم المفتوح من مجرد التلقین إلى التوجیه وکلف الطالب هو الأخر بتعلیم نفسه بنفسه فیما یعرف بالتعلم الذاتی.
ورغم المزایا التی یحققها التعلیم المفتوح إلا أن هناک بعض المعوقات التی تقف حجر عثرة فی طریق تحقیق الأهداف المنشودة لهذا النوع من التعلیم، لذا فإن موضوع هذا البحث یتناول تلک المعوقات ویضع الحلول اللازمة لإزالتها، ویضع الآلیة اللازمة لوضع تلک الحلول موضع التنفیذ حتى یحقق التعلیم المفتوح التفاعلیة الکاملة ویحقق الأهداف المرجوة وینافس التعلیم التقلیدی أن لم یسبقه فی میدان السباق. 

الموضوعات الرئيسية