التحليل السياقي لسياسات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد في ملاوي: نحو إعادة بناء سياسات التعليم عن بعد في الجامعات الحكومية

حللت هذه الدراسة واقع التعليم المفتوح والتعليم عن بُعد والإلكتروني (ODeL) في مالاوي من حيث وضعه الحالي والسياسات الموجهة له، استنادًا إلى أفضل الممارسات العالمية. كما سعت إلى فهم كيف تؤثر معارف ومواقف وممارسات الأكاديميين في تنفيذ التعليم الإلكتروني ونجاحه في مالاوي. وباستخدام الظاهراتية التفسيرية وتحليل الخطاب كما اقترحه كل من هوسرل وهايدغر، توصلت الدراسة إلى أن التعليم الإلكتروني، رغم كونه جديدًا في سياق مؤسسات التعليم العالي، بدأ يلقى قبولًا متزايدًا رغم التحديات القائمة.
كما كشفت الدراسة أن مؤسسات التعليم العالي في مالاوي تقدم التعليم الإلكتروني دون وجود سياسات متخصصة تنظم هذا النمط من التعليم، وهو ما يتعارض مع توصيات دراسات الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (SADC) ومكتب اليونسكو الإقليمي لجنوب إفريقيا (UNESCO ROSA) لعام 2020، التي دعت الحكومات الإفريقية ومؤسسات التعليم العالي إلى وضع سياسات تستند إلى الأطر القارية والإقليمية والوطنية لضمان مؤهلات موثوقة وقابلة للتحويل.
كشفت الدراسة أيضًا أن السياسات المتوفرة كانت سطحية وغير متسقة وغير منظمة، بسبب نقص المعرفة المناسبة لدى واضعيها وهيمنة السياسات المؤسسية الجامدة. كما تبين أن ثلاثًا من الجامعات العامة الست كانت لديها مسودات سياسات غير مصادق عليها، بينما لم يكن لدى الجامعات الثلاث الأخرى أي وثائق تنظيمية تخص التعليم الإلكتروني.
وقد عرّض هذا الوضع طلاب التعليم الإلكتروني لأشكال متعددة من الظلم المعرفي داخل المجتمع. لذلك، أوصت الدراسة بأن تسرّع مؤسسات التعليم العالي عمليات تصميم السياسات، خصوصًا وأن هذه المؤسسات تشهد زيادات سنوية في معدلات الالتحاق، في ظل سياسات حكومية متقشفة. وقد حوّل هذا التوجه مؤسسات التعليم العالي إلى كيانات نيو-رأسمالية تهدف إلى تعميم التعليم، واعتباره سلعة، وتحقيق الربح. ومن هنا، فإن هناك حاجة ماسة إلى سياسات مُصمَّمة خصيصًا لتنظيم عمليات وممارسات التعليم الإلكتروني بما يضمن للطلاب تعليمًا عادلًا ومنصفًا من الناحية المعرفية.