تصور مقترح لإعداد معلم التعلیم عن بعد فی کلیات التربیة بالجامعات المصریة

فی ظل التطور الهائل فی شبکة المعلومات الدولیة المعروفة بالانترنت وزیادة الخدمات التی تقدمها هذه الشبکة وما صاحب ذلک من ظهور تکنولوجیات الاتصال الحدیثة المرتبطة بالعدید من المفاهیم المتجددة مثل الجامعات الافتراضیة والمدارس الالکترونیة القائمة على أسس ومبادئ التعلیم عن بعد الذی یعد احد الطرق الحدیثة نسبیا ویعتمد مفهومة الأساسی على وجود المتعلم فی مکان یختلف عن المصدر الذی یکون الکتاب أو المعلم أو حتى مجموعة الدارسین ، وهو نقل برنامج تعلیمی من موضعه فی حرم مؤسسة تعلیمیة إلى أماکن متفرقة جغرافیا ، ویهدف إلى جذب طلاب لا یستطیعون تحت الظروف العادیة الاستمرار فی برنامج تعلیمی تقلیدی ، فالتعلیم عن بعد یمثل خروج على الأسلوب التقلیدی فی التعلیم الذی کان یقوم على أساس التعلیم وجها لوجه (Face to face)  فأصبحت التقنیة الحدیثة فی شبکات الاتصالات الحدیثة من الربط بین الجامعات إقلیمیا ودولیا بما یمکن الباحثین والمدرسین والدارسین الاستفادة العلمیة دون حاجة لتحمل تکلفة ومشقة الاتصال
من هنا ظهرت الحاجة الماسة إلى تصور یعید تحدید الأهداف وأولویات هذا التعلم وطرائق التنمیة المهنیة واستراتیجیاته ومع ظهور کل هذا أصبحت المنظومة التعلیمیة فی مواجهة الکثیر من التحدیات الضخمة التی تستلزم التصدی لها بفکر تربوی جدید واستراتیجیات متطورة حتى یمکن إعداد الأجیال القادمة التی تمتلک مهارات التعامل مع متغیرات القرن الحادی والعشرین ، وفى ظل هذه التغیرات لم یعد هدف التعلیم هو إکساب الطلاب قدرا معینا من المعلومات فقط وإنما أصبح الهدف من التعلیم هو إکساب الطالب المهارة الفنیة والتطبیقیة وتدریبه على کیفیة الحصول على المعلومات من مصادرها المختلفة .
وهذا یدعونا إلى النظر فی إعداد المعلم ، فان إعداد المعلم لابد وان یواکب التطور الحادث فی التعلیم وهذا یدعو المؤسسات التربویة المهتمة بإعداد المعلم إلى إعادة النظر فى برامج إعداد المعلم والمداخل التربویة التی یقوم علیها إعداده وإضافة الجدید إلیها والعمل على تحسین وتطویر القائم علیها.
لذا سوف یتم التعرض فی هذه الورقة البحثیة إلى تصور مقترح لإعداد معلم التعلیم عن بعد فی کلیات التربیة بالجامعات المصریة لمواکبة التطور الحادث فی التعلیم من جهة ومن جهة أخرى المساهمة فی إکساب التلامیذ مهارات الحصول على المعلومات من مصادرها المختلفة .