التعلیم عن بعد: تحدیات وحلول

نوع المستند : Original Article

المستخلص

یعد التعلیم القوة المحرکة لرقی الشعوب وتقدمها. وقد فرضت وسائل التقدم التکنولوجی وثورة المعلومات، التی یشهدها العالم فی الألفیة الثالثة على جمیع المستویات، عبئًا على التعلیم بأشکاله المختلفة؛ لمواکبة التطورات السریعة للمعرفة ووسائل الاتصال. ویُعد التعلم عن بُعد إحدى الصیغ التعلیمیة، التی نشأت عن استخدام التطور التکنولوجی للمعلومات والاتصالات فی العملیة التعلیمیة. وهو طریقة حدیثة نسبیًّا فی التعلیم، ویتزاید الاهتمام به فی الدول المتقدمة والکثیر من البلاد النامیة، لیصبح جزءًا من أنظمة التعلیم فیها؛ لما یمتلکه من قوة کامنة، یمکن أن تسهم فی دفع عجلة التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة.
وقد نبع ذلک الاهتمام العالمی بهذا النوع من التعلیم؛ بسبب التطورات الهائلة التی تحدث فی مجال تکنولوجیا المعلومات والاتصالات من جهة، وبسبب الحاجة الملحة لتحدیث مهارات الکوادر البشریة العاملة من جهة أخرى. ولأن التکنولوجیا قد أصبحت أداة المجتمعات الفاعلة لتحقیق التنمیة البشریة المستدامة، فی ظل اقتصاد عالمی یرتکز على المعرفة، أصبح من الممکن الوصول السریع لمصادر المعلومات، عبر الربط الشبکی الذی تیسره، والذی یتجاوز الحدود الجغرافیة والثقافیة للمجتمعات المختلفة، بل ویتجاوز تلک الحدود حتى ضمن نطاق المجتمع الواحد بشرائحه المتعددة. الأمر الذی جعل التعلیم عن بعد کالأداة التی یتطلع إلیها متخذو القرار، فی جمیع القطاعات العاملة فی المجتمعات؛ من مسئولین وتربویین ومدربین؛ للنهوض بجمیع شرائح المجتمع؛ وذلک نظرًا للمزایا الکثیرة التی یتضمنها فی المجالات المختلفة. إلا أن هذا النوع من التعلیم ــ شأنه شأن باقی صیغ التعلیم الأخرى ــ تواجهه تحدیات وعقبات، تحول دون تحقیقه للتوقعات والأهداف المنشودة.
وتتعرض الورقة الحالیة لمفهوم التعلیم عن بعد وممیزاته، ثم العقبات والتحدیات التی تواجهه؛ سواء أکانت تقنیة تتمثل فی عدم اعتماد معیار موحد لصیاغة المحتوى، أم فنیة تتمثل فی الخصوصیة والقدرة على الاختراق، أم تربویة تتمثل فی عدم مشارکة التربویین فی صناعة هذا النوع من التعلیم، ثم تتناول الورقة طرق التغلب على هذه العقبات؛ سعیًا لتحقیق أهداف هذه الصیغة غیر التقلیدیة من التعلیم، نحو عملیة تعلیمیة مستمرة لا حدود لها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية