التعلیم عن بعد وشبکات التواصل الاجتماعى

یخضع النظام التعلیمی الیوم لتغییرات کبیرة على کافة مستویاته: الرؤى، والأهداف، والوسائل.  فمع النمو المطّرد فی خطط التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة للدول، والحاجة إلى تنفیذ هذه الخطط عبر مخرجات تعلیمیة ذات جودة، تزداد التوجهات لتطویر التعلیم ودعم المتعلمین؛ لیس فقط من أجل الحصول على المعرفة أو تکدّس المعلومات؛ وإنما لتطویر المهارات اللازمة للاندماج فی المجتمع. ولتحسین الإنتاجیة التربویة، لجأ بعض التربویین إلى دمج التکنولوجیا بالتعلیم، وتطویر الأسالیب التقلیدیة؛ مما أدى إلى ظهور أسالیب جدیدة؛ منها التعلیم عن بعد، الذی یحقق فرص التعلیم لجمیع فئات المجتمع،مهما اختلفت ظروفهم وتعددت احتیاجاتهم. وهذا النوع من التعلیم یتطلب الأخذ بتکنولوجیا الاتصالات الحدیثة ووسائلها؛ للتغلب على مشکلة البعد بین المعلم والمتعلم، والتى فی مقدمتها الإنترنت؛ فقد تعددت تطبیقات الإنترنت حتى أصبحت الرائدة فی مجال التعلیم عن بعد؛ حیث تشکل وسیلة اتصال فعالة بین المعلم والمتعلم من ناحیة، وبین المتعلم وزملائه من ناحیة أخرى، إضافة إلى حصول کل من المعلم والمتعلم على تغذیة راجعة من الطرف الآخر. وقد ظهرت فی الآونة الأخیرة شبکات التواصل الاجتماعی على شبکة الإنترنت، وحظیت بانتشار کبیر على الصعید العالمی، بل وقد بات بعضها من أکثر المواقع زیارة فی العالم، حتى أنها أصبحت المکان الثالث الذی یلجأ إلیه الإنسان بعد مکانه الأول (البیت) ومکانه الثانی (العمل أو المدرسة او الجامعة)، علاوةً على أنه ینظر إلیها کإحدى أقوى وسائل الجیل الثانی من التعلم عن بعد، والذی یقرر نمط التعلم التعاونی والمشارکة المجتمعیة، کهدف تربوی رئیس، یضاف إلى الهدف السلوکی والإدراکی فی أنظمة التعلیم المعاصرة. فالسؤال الفیصل فی تکنوجیا التعلیم هذه الأیام، هو: کیف یمکن تطویر أنماط تعلّم، تمکّن المتعلم من بناء المعرفة فی منظومة التعلیم التعاونی؛ حیث یتشارک هذه المعرفة مع آخرین فی المجتمع؟ فعلاقتنا مع المعرفة فی هذا العصر قد تغیرت من منظور واحد، یقدّم المعرفة فی قالب ضیق محاط بالقیود والأطر الجاهزة إلى تفاعلات دینامیکیة متعددة. وتتناول الورقة الحالیة أثر استخدام شبکات التواصل الاجتماعى فی التعلیم عن بعد؛ وذلک من خلال عرض لمفهوم التعلیم عن بعد وفوائده، بالإضافة إلى شبکات التواصل الاجتماعى، والتى تتمثل فى الفیسبوک والتویتر والیوتیوب.