العوامل النفسیة المرتبطة بالنجاح فی بیئات التعلم الافتراضیة : دراسة نظریة

لقد شَغَلَتْ فکرة مُراعاةِ الفروق الفردیة بین الطلاب، اهتمام الکثیر من التربویین، وخلال السنوات الماضیة ترکزت الجهود على دراسة وتوفیر الظروف المناسبة للتعلیم الفردی کأحد الحلول لمراعاة الفروق الفردیة فی التعلیم؛ فکل الأفراد قادرون على التعلم شریطة أن تتوافر طرق التعلیم المختلفة والمناسبة لقدراتهم واستعداداتهم. وکما تبدو الفروق واضحة بین الأفراد فی النمو الجسمی، وتأثیر الدافعیة، والتعبیر عن الانفعالات والکثیر من أوجه السلوک الأخرى، فإن هناک أیضًا فروقًا فردیة فی قدرات الاکتساب والتحصیل؛ فالصفات التی یتصف بها الطالب فی موقف ما قد تؤثر فی اضطراد عملیة الاکتساب والتحصیل لدیه.
وعلى الرغم من شیوع القول بأن العصر الحالی هو عصر المعلومات والحاسبات، فإن اهتمام علماء النفس بالقدرات اللازمة لهذا النشاط التکنولوجی المهم، لیس على  المستوى نفسه من الأهمیة. لقد أصبح التعلیم الیوم عملیة مستمرة لا نهایة لها، لذلک کان لزامًا العمل على تحویل وسائل التعلیم؛ من أجل تلبیة التوقعات والحفاظ على استمراریة مسیرة التعلیم؛ فالتعلم الذی اعتمد فی البدایة على بیئة التعلم المباشر وجهًا لوجه، أصبح الآن یتم فی بیئة تقودها أجهزة الکمبیوتر والتقنیات الرقمیة. ویعد التعلم من خلال بیئات التعلم الافتراضیة، وسیلة للوصول إلى عدد أکبر من الطلاب؛ حیث یتم التعلیم بطریقة أکثر استقلالیة من قیود الزمان والمکان.
وینبغی لِمُعدِّی بیئات التعلم الافتراضیة تَمَکُّنُهُم من مهارة تحلیل خصائص الطلاب الموجهة إلیهم، والذی عادة ما تتضمن: تحدید المستوى العلمی والمهاری للطلاب، وتحدید الأنماط السلوکیة والمهارات النوعیة اللازمة للبدء فی تعلمه، والتمییز بین الخصائص العامة لدى الطلاب؛ فلمعرفة خصائص المتعلمین أهمیة کبیرة؛ لأنها تتیح للمصمم تطویر البیئات والمقررات والمواد الإلکترونیة بطریقة تتناسب مع احتیاجات الدارسین؛ وتحدید خصائص المتعلمین سواء من الجانب العقلی، أو الاجتماعی، أو البیئی، أو الخبرات السابقة، أو العمر الزمنی. وتتناول الورقة الحالیة عرضًا لبعض المتغیرات النفسیة - الاستعداد للتعامل مع بیئات التعلم الافتراضی، والاتجاهات نحوها، وکذلک الدافعیة والقلق المرتبط بالتعامل مع الکمبیوتر- والمرتبطة بالنجاح فی بیئات التعلم الافتراضیة.