التعلیم الإلکترونی فی ظل الاقتصاد المعرفی:بعض المقاربات والآلیات المعاصرة

یمکن القول إن اقتصاد المعرفة هو الاقتصاد الذی تلعب فیه المعرفة دورًا فی خلق الثروة وتنمیتها. وبما أن المعرفة هی خلیط من التعلم والخبرة المتراکمة، وتعتمد على الفهم والإدراک البشری فإنها بهذه الصفة، یمکن أن تتحول إلى سلع وخدمات یکون مستهلکوها على استعداد لدفع مقابل للحصول علیها. من هذا المنطلق، فإن وضع کل بلد فی الاقتصاد العالمی الجدید یحدد وفقاً لکمیة المعارف التی یمتکلها وجودتها. ومهما یکن، فإن هذه المعارف العملیة لا یمکن أن تتوافر إلا من خلال التعلیم الرسمی، ولا یمکن اکتسابها من خلال التمهین والتدریب فقط. وعلیه، فإن التعلیم یحتل أهمیة خاصة فی اقتصاد المعرفة.
یهدف هذاالبحث  إلى إبراز دور التعلیم الإلکترونی المعتمد على الوسائط المتعددة، وعبر شبکة الإنترنت کخیار استراتیجی لتطویر التعلیم والنهوض به فی زیادة کفاءة المورد البشری. فالمعرفة والکفاءات أصبحت محرک الإنتاج والنمو الاقتصادی لتحقیق الأهداف الاقتصادیة والتنمویة، الناجمة عن استخدام تقانة المعلومات فائقة التقدم، بأداء أفضل وبکلفة أقل، وخصوصًا فی الوقت الراهن الذی یشهد فیه العالم ازدیادًا مضطردًا لدور المعرفة والمعلومات؛ من أجل تنافسیة تفرضها تحدیات العولمة، ونمو اقتصاد المعرفة.