التعلیم الإلکترونی أحد أنماط التعلیم عن بعد، وهو یعتمد بشکل أساسی على استخدام تقنیة الاتصالات والإنترنت فی إیصال المعلومة للمتعلم بأقل وقت وجهد؛ لُیستخدم بوصفه آلیة للتفاعل بین المتعلم والمعلم والمؤسسة التعلیمیة وباقی المتعلمین، بما یضمن سبل التواصل والتفاعلیة فی العملیة التعلیمیة .
التعلیم الإلکترونی أحد آلیات عصر العولمة، یهیئ للإنسان نمطًا تعلیمیًّا، یختلف کثیرًا عن الشکل التقلیدی للتعلیم؛ فالتعلیم هنا یتم عن طریق التفاعل بین المتعلم ووسائل التعلیم الإلکترونیة الأخرى؛ کالدروس الإلکترونیة والمکتبة الافتراضیة والجامعات الافتراضیة؛ لیزود الأفراد بالمعرفة والمهارات المطلوبة فی عصر التطور التکنولوجی والانفجار المعرفی.
واستهلت الباحثة البحث بالکلمات المفتاحیة الآتیة: التعلیم عن بُعد، التعلیم الإلکترونی، التعلیم الذاتی.
مشکلة البحث یمکن تحدیدها فی التساؤل الآتی: ما التعلیم الإلکترونی، وما مفهومه، وأهدافه، وخصائصه وعناصره، وأبعاده، وسماته ؟
تکمن أهمیة هذا البحث فی أهمیة الموضوع ذاته؛ حیث إن التعلیم الإلکترونی یواکب التطورات المعرفیة والتقدم العلمی والتکنولوجی،ویُمکن المتعلمین من التعلم ذاتیًّا، مع تطویر ذواتهم، فضلًا عن إسهامه فی رفع المستوى التعلیمی للمجتمع، وندرة البحوث والدراسات العربیة اللیبیة، التی تتناول موضوع التعلیم عن بُعد، وخاصة التعلیم الإلکترونی بالبحث. وعلیه، فهذه محاولة متواضعة من الباحثة لتسلیط الضوء علی هذا الموضوع.
ویرمی ویهدف التعلیم عن بُعد إلی تقدیم الخدمات التعلیمیة لمن فاتتهم فرص التعلیم لأی سبب من الأسباب. وبما أن التعلیم الإلکترونی نمط وشکل من أشکال التعلیم عن بُعد، لهذا یهدف هذا البحث إلی تعرُّف ما یتعلق بالتعلیم الإلکترونی، بوصفه ثورة حدیثة فی أسالیب وتقنیات التعلیم، وتعرف دور المعلم فی التعلیم الإلکترونی وشروط نجاح العملیة التعلیمیة التعلُمیة الإلکترونیة، وخصائص طلبة التعلیم الإلکترونی.
المنهجیة هی الطریقة التی یتبعها الباحث فی دراسته للمشکلة لاکتشاف الحقیقة، وللإجابة عن الأسئلة والاستفسارات التی یثیرها موضوع البحث. وقد اُختیر المنهج الوصفى الذی تفرضه طبیعة الموضوع، ولأنه منهج یلائم الکثیرمن الموضوعات التربویة أکثر من غیره من المناهج.
أما تساؤلات البحث فهی نفسها محاور البحث التی أجاب عنها البحث، وهی على النحو الآتی:
1- ما مفهوم التعلیم الإلکترونی، وأهدافه، وخصائصه، وعناصره، وأبعاده، وسماته ؟
2- ما محاور التعلیم الإلکترونی، وآفاقه، ونظمه، ومصادره؟
3- ما أهمیة التعلیم الإلکترونی ومزایاه وفوائده، وما أنواعه وأنماطه ؟
4- ما معوقات التعلیم الإلکترونی، وطرق التغلب علیها ؟
5- ما عیوب التعلیم الإلکترونی؟
6- ما دور المعلم فی التعلیم الإلکترونی، وما شروط نجاح العملیة التعلیمیة التعلمیة الإلکترونیة؟
7- ما خصائص طلبة التعلیم الإلکترونی؟
وتبنت الباحثة تعریفًا لتعلیم الإلکترونی؛ وهو طریقة للتعلیم باستخدام آلیات الاتصال الحدیثة؛ من حاسب وشبکاته ووسائطه المتعددة؛ من صوت وصورة ورسومات وآلیات بحث، ومکتبات إلکترونیة، وکذلک بوابات الشبکة العالمیة للمعلومات؛ سواءً کانت من بُعد أو فی الفصل الدراسی. والمقصود هو استخدام التقنیة بجمیع أنواعها فی إیصالالمعلومة للمتعلم، بأقصر وقت وأقل جهد وأکبر فائدة. وخلص البحث إلى الآتی:
إن التعلیم الإلکترونی هو فلسفة تربویة جدیدة فی طور التشکیل حالیًا، تتصاعد سرعة تکونها مع سرعة التطور فی تقنیات الاتصالات والمعلومات، هذه التقنیات التی لا یمکن الجدال حول ضرورة أهمیتها فی عالم الیوم. ولقد أصبح معلومًا أن الظاهرة الکبرى الجدیدة التی داهمت التربویین وغیرهم، هی التسارع الهائل فی تقنیة المعلومات والاتصالات، وظهور الإنترنت کنموذج لهذه الظاهرة، التی أغرقت مؤسسات المجتمع ومناشطه المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن هناک أعدادًا لا بأس بها من المهندسین والأطباء والأکادیمیین والتقنیین، تأقلموا مع الواقع التقنی الجدید ، ولکن بعض التربویین ما زالوا مترددین فی تعاملهم مع التقنیة الإلکترونیة.
إن التعلیم الإلکترونی تجاوز مرحلة المغامرة التربویة، وبات بمختلف أبعاده واقعًا تربویًّا معاشًا عالمیًّا، ونحن أحوج ما نکون إلى ضرورة الغوص فی غماره؛ للاستفادة من أفضل الممارسات التربویة والتعلمیة التی یوفرها. وتشیر کل الدلائل إلى أن هذا النوع من التعلیم، سیمتد إلى مختلف أنحاء المعمورة، وسیرتقی بنوعیة الخریجین. ونخلص إلى القول إن التعلیم الإلکترونی یحتاج إلى زمن غیر قصیر؛ حتى یستقر وتتحدد ثوابته بالکامل.
فی ضوء المفاهیم التی طرحها البحث، یوصی بالآتی:
1- تشجیع البحث العلمی فی مجال التعلیم الإلکترونی؛ وذلک بتخصیص دعم مادی لإجراء هذه البحوث وتعمیمها.
2- ضرورة دعم المکتبات الإلکترونیة ومراکز المعلومات؛ وذلک بتوفیر المصادر والمراجع للدارسین فی نظام التعلیم الإلکترونی.
3- حث المهتمین والعاملین فی الجامعات الإلکترونیة، على الاشتراک فی خدمات شبکة المعلومات الدولیة (الإنترنت).
4- التعبئة الاجتماعیة لدى أفراد المجتمع للتفاعل مع هذا النوع من التعلیم.
5- ضرورة إسهام التربویین فی صناعة هذا التعلیم.
6- وضع برامج لتدریب الطلاب والمعلمین والإداریین؛ للاستفادة القصوى من التقنیة.
7- ضرورة تدریب العاملین بالتعلیم الإلکترونی على تصمیم المناهج على الإنترنت.
8- تبنی الدعوة لعقد ندوات للوسائل والوسائط والتقنیات المستخدمة فی التعلیم الإلکترونی.
9- حث الجامعات الإلکترونیة على التخطیط طویل الأمد لبرامج التعلیم الإلکترونی.
10- إجراء دراسة لمعرفة علاقة استخدام مناهج الإنترنت فی تحصیل الطلاب.
11- التعاون مع أجهزة الإعلام والاتصال بها؛ لخدمة هذا النوع من التعلیم.
12- دعوة المنظمات العربیة والإقلیمیة والدولیة المهتمة بالتعلیم الإلکترونی، لعقد دورات وورش عمل وندوات علمیة متخصصة، للعاملین فی مؤسسات التعلیم الإلکترونی.
13- توفیر البنیة التحتیة لهذا النوع من التعلیم. وتتمثل فی إعداد الکوادر البشریة المدربة، وکذلک توفیر خطوط الاتصالات المطلوبة، التی تساعد على نقل هذا التعلیم من مکان لآخر.